النحل والانسان ..... الملازمة الابدية

النحل والانسان .... الملازمة الابدية

لا بد للإنسان أن يؤمن بالتغير والتغيير ، ولا بد له من أن يؤمن بالثوابت ، وهذا يختلف باختلاف الموضوع .إذ أن هناك ما صنعته يد القدرة الإلهية ومنذ ملايين السنين ( كما يقول الجيولوجيون ) وما زال باقيا إلى الآن وحتى قيام الساعة . فالجبال الرواسي وجدت قبل أن يسكن آدم الأرض وهي لا تزال شاخصة ، وستبقى إلى ما شاء الله . والحيوانات المختلفة وجدت على اليابسة وفي الماء وهي ما زالت مسخرة لخدمة الإنسان وتحت تصرفه . والكثير من أسرار الطبيعة التكوينية موجود لم يكتشف ولم يزل في طي الكتمان ، بالرغم من ملايين الاكتشافات التي أزاح العقل البشري النقاب عنها .

وحتى لا يطول الحديث .. نذكر من هذه الثوابت : ( النحلة ) وما تنتجه من هذه المادة العجيبة (( العسل )) . فقد ركز الخالق في كتابه الكريم حقيقة ثابتة وجلية ألا وهي الملازمة التكوينية بين النحلة وعسلها وصحة الإنسان . حيث يقول تعالى : ((فيه شفاء للناس )) . أي أن الشفاء يتحقق بتناول هذا الشراب المختلف الألوان . واختلاف ألوان العسل يأتي من اختلاف الزهور والنباتات التي تتغذى عليها النحلة . ولا بد لنا أن نحترم هذه العلاقة والشراكة القديمة بيننا . وفي قوله تعالى (( فيه )) إثبات وجود الفعالية الدوائية في العسل والتي تؤدي إلى شفاء الأمراض . لكن هل يمكن أن نعتبر العسل مادة تشفي من كل الأمراض ؟ هذا لا يمكن أن نقر به لأن مرضى السكري مثلا يضر بهم تناول هذا الشراب لأنه يرفع نسبة السكر في الدم . وهذا ما دلت عليه الآية الكريمة ، فهي لا تحمل معنى الإطلاق . وقد اكتشف الأطباء وعلماء التغذية والأدوية الكثير من مزايا العسل بالإضافة إلى كونه طعاما كثير الفائدة ، سهل الهضم وسريع التمثيل .

أردت أن أبين في هذا الإيجاز العلاقة بين الإنسان والنحلة ، علاقة يجب أن تكون صميمية وحميمة .. ولحاجتنا الماسة لها كمصنع للدواء الشافي ، والطعام الكافي . وهذه العلاقة بينها تعالى وأوجزها أروع إيجاز ، وعلينا البحث واكتشاف المزيد من أسرار هذه الحشرة النافعة ، ومزايا شرابها العجيب ، فهي لا تنفك علاقة أبدية ... 

 

ما قاله النحالون لمرضى السكري

هل صحيح ما نسمعه أن العسل لا يضر مرضى السكري ، كما يروج له بائعو العسل وبعض النحالين ؟

الجواب/لنقدم قليلا نبذة يسيرة عن قوة العسل الخارقة ومنذ أقدم العصور. إذ أن الله تعالى عندما خلق الإنسان ومن ثم انزله إلى الأرض،فانه لا بد من تهيئة مستلزمات معيشته.والجسم بطبيعة خلقته يحتاج إلى مكوناته الاولى والتي خلق منها ، ألا وهي الماء ومكونات التراب. فهو يتغذى على ما تنتجه النباتات وعلى الحيوانات وهذه هي مصادر المادة العضوية التي يحتاجها في تجديد بناء خلاياه.

السؤال هنا :- هل هناك طعام أو مادة من مواد الطبيعة تحوي كل ما يحتاجه الجسم من مواد عضوية ، وغير عضوية ، وماء ، وأسرار الحياة الأخرى؟

الجواب:-أننا ومن خلال مطالعاتنا العلمية والتاريخية بأنه حتى في الجنة لا توجد مثل هذه المادة. إذ أن الجنة تحتوي ما لذ وطاب من النخيل ، والأعناب ، والفواكه ، والأنهار ، كالخمر ، والماء ، و اللبن ، ومنها  (العسل) ... ولا ننسى بطبيعة الحال ((الحور العين))!!     ولم يقتصر طعام الجنة على صنف واحد فقط. وهذا لا ينافي قدرة الله على الخلق.لكن السر في هذا التنوع هو إعطاء طعم مختلف للحياة الدنيوية والأخروية كذلك، وحتى   لا يتسرب الملل والضجر إلى أنفسنا . بل  إن التنوع هذا هو من أسرار قدرته تعالى . فنجد أن مئات الأصناف من التمر تزرع في مكان واحد ، وتسقى من ماء واحد ، وتعطي ثمرا مختلفا ألوانه وطعمه . وهذا هو سر القدرة الإلهية .

ومن هذه الأسرار قدرة العسل على حفظ المادة العضوية في جسم الإنسان . فقد وجد الطبيب العربي (عبد اللطيف ) من القرن الثاني عشر وعاءاً في أهرام الجيزة مملوءا من العسل يحوي داخله جثة طفل غير متفسخة . كما أن جثة الاسكندر الأكبر الذي توفي في البرية قد أرسلت إلى مقدونيا مطمورة بالعسل وذلك منعا لتفسخها أثناء السفر الطويل . وأستعمل الرومان واليونان  العسل لحفظ اللحوم من التفسخ . هذا ما يذكره التاريخ .

 ولكن ما فائدة مرضى السكري من هذا الكلام الطويل ؟

المعروف أن حلاوة العسل تعادل ضعف حلاوة السكر العادي إذ يحتوي العسل على سكر الفواكه 41% وسكر العنب ( الكلوكوز ) 34% وسكر القصب 1,9 % وغير ذلك . وكل هذه السكاكر تتحول بالنتيجة إلى سكر أحادي يرفع نسبة السكر في الدم . نعم وجد أن تناول سكر الفواكه أقل ضررا من تناول السكروز أو سكر العنب على مرضى السكري . ولكن لا تفي بالغرض المطلوب ، وهو أن مرضى السكري يستبدلون سكر المائدة بالعسل . ولا أقول أن أكل الجت والحنظل يشفي مريض السكري .

 هذا على الأقل ما أعلمه كطبيب .

فلا تفرحوا كثيرا أيها النحالون وبائعو العسل . فما كل ما يقال يُصدَّق!!!