اخر التدوينات

29‏/05‏/2012

الحجامة .... أول وآخر ما وصل اليهالمسلمون...


الحجامة .... أول وآخر ما وصل اليهالمسلمون...

كثيرا ما نحن الى الماضي ... وكثيرا ما تثير آثار الماضين الأشجان في قلوبنا ،والرغبة في العودة الى التاريخ الغابر.
الحجامة :هي التأريخ الغابر،والوسيلة الأولى التي استخدمها المسلمون قبل اكثر من ألف عام.
الحجامة .... أول وآخر وصل
ما هي الحجامة ؟
كيف تطورت عبر التأريخ؟
هل لها أثر علاجي ؟ أم أنها وسيلة يتشبث بها المرضى حينما يعجز الطب عن علاج أمراضهم المستعصية؟
لماذا اختفت في مجتمعاتنا الشرقية ومنها العراق،في السنين الماضية وها هي تعود بقوة من جديد؟

الحجامة .... أول وآخر وصل
الحجامة الحجامة .... أول وآخر وصلوكما يعرفها كبار السن والشيوخ والحجامون )هي اخراج الدم الفاسد من الجسم فيعود سليما من كل مرض إلا مرض الموت !!
حدثني أكثر من واحد من المرضى بأن المرض الذي يعاني منه قد أعياه بعد المرور على عشرات الاطباء ولم يفلح في الشفاء،فكان الخيار الأخير هو الحجامة.
ذهب صاحبنا الى (الحجام) ،وقام بالواجب ، فحجم صاحبنا،فقام من مكانه صحيحا لا يشكو من أي علة .
وحينما سألته عن النتائج وهل هو مقتنع بها،أجاب : نعم وأحس بالنشاط والصحة.
نسي صاحبنا أنه يزورني الآن للسبب نفسه وهو آلام الظهر المزمنة!!!
ولم يلتفت الى نفسه وهو يصف مغرما بالحجامة والحجام .
الحجامة .... أول وآخر وصل
دأب الانسان العربي والعراقي على الخصوص على تضخيم الأحداث ،والمبالغة بالإعجاب الى درجة نسيان ما يقول أو ما يفعل.
أسلوب المغالاة هو ما يميز الانسان العربي المسلم ومنهم العراقي بالذات .
تجده يبالغ في سلامه .
يبالغ في اكرامه دون طائل .
يسرف في الولائم بلا مبرر في حين ترى أرحامه أو ربما أهل بيته يعانون الجوع والحرمان.
يبالغ في العقوبة والاقتصاص،ويتعدى الى خارج حدود الواجب،فلا العين بالعين ولا السن بالسن ينفع معه،لان خلاف ذلك ليس من الرجولة كما يفهم.
يبالغ في وصفه للبلاد التي يسافر لها أو يزورها،فيصفها بأوصاف هي من ضرب الخيال أو أكثر.
يبالغ في حبه للنساء ،حتى يقتل ويقتل من أجل ذلك بما لايقره شرع ولا منهاج،ولو ادى به الحال الى النزو على المحارم أو الجيران.
يبالغ في طقوسه وعباداته ،فتجده يقدس الاشخاص والقبور والآثار بما لم ينزل به سلطانا.
ويبالغ، ويبالغ ، حتى في الجهل نجد البلاد العربية الاسلامية تغط به وتبالغ فيه،فنعرات الجاهلية من الثأر والتعدي على الآخرين واغتصاب حقوقهم هي من الثقافات الراسخة في نفوس العرب ولم تزل ،بل تتجدد فيهم هذه الأيام . لم يتفق العرب يوما ضد عدوهم ولن يتفقوا أبدا.يغزوهم الأجانب في عقر ديارهم ،فلا يطرف لهم رمش ،ولا ترفع لهم سواعد.
وهاهم يعودون هذه الأيام الى وسيلة هي واحدة من الوسائل التاريخية السالفة،والتي عفى عليها الزمن.... الحجامة.

الحجامة .... أول وآخر وصل
الطب يسعى الى اطالة عمر الانسان والتحكم فيه والمحاولة في استكشاف اكسير الحياة ،والعمل على فك لغز العوامل التي تطيل عمر الانسان من خلال البحوث المكثفة في علم الهندسة الوراثية و الجينات.والعرب المسلمون يعودون الى الوسائل البالية والتي لم تكن سواها وسيلة تلك الازمان من اجل علاج المرض.
الحجامة هي استخراج الدم الفاسد من اماكن مختلفة من الجسم ،الظهر البطن القدمان وغيرها .الطب يقول ان الدم الفاسد يجري الى الطحال فيقوم الأخير بتحليل الكريات الى موادها الاولية من حديد وبروتين ومواد اخرى يعاد استعمالها في انتاج كريات حمر جديدة.
الحجامة .... أول وآخر وصل
الطب لم يقل وهو في تطوره الهائل هذا بان دما فاسدا يقبع في الظهر أو في مكان آخر غير الطحال.
لو بقي الدم الفاسد في نسيج او عضو من اعضاء الجسم لتسبب في تطور خراج (قيح) ولن يكون هناك صعوبة في تشخيص الحالة هذه.
الطريقة التي يقوم بها الحجام في مص الدم (الفاسد) هي عملية فيزياوية ،يقوم بتسليط ضغط سالب داخل الة الحجامة وهذه بالنتيجة تسحب النسيج الرقيق (اضعف نقطة)وهو الجلد، فيحتقن الاخير فيخرج الدم مرغما وليس فاسدا بل هو في طريقه محملا بثاني اوكسيد الكاربون (لانه دم وريدي)والفضلات الضارة الى الرئتين ،والكليتين،ولم يخطر بباله أنه فاسد الى هذا الحد.نعم هو يحمل الفضلات كما قلت ،لكن هذا هو عمله.
وكل دم وريدي فاسد على زعم الحجام!!!
استعمل النبي(ص) وصحابته الحجامة لانها المتيسرة الوحيدة في زمانهم .لم يكن هناك بنسيلين ولم تجرى في زمانهم عمليات القلب المفتوح أو زرع الكلى أو الكبد.
ركب الرسول الكريم البعير وكان يحب ركوب البعير والخيل،ولو توفرت الليموزين أو البي أم دبليو أو الدبابة والطائرة لاستعملها في حروبه اذ لا يمكن أن نتصور قتال المشركين على ظهر البعران والخيل وترك التقنيات في قلب الصحراء لتحريمها أو لأمر لايعرف.

الحجامة .... أول وآخر وصل
وصى رسول الله بالحجامة وهي لم تكن أمرا تعبديا حتى نتمسك به الى هذا الحد .
قال لنا رسول الله : صلوا وصوموا وحجوا واتوا الزكاة...
وهي كلها امور أو أوامر تعبدية من الواجب علينا التمسك بها حتى ننال رضا الخالق سبحانه، ولم تكن الحجامة منها لانها أمر مادي خالص خاص بتصحيح مسار البدن ووسيلة صحية حينذاك.
والآن تعود هذه الموضة من جديد لأسباب يمكن ايجازها بما يلي:
1- تسلط القوى السلفية وظهورها بقوة هذه الأيام أعادت لنا كل ما هو بالي وقديم ومنها الحجامة.
2- الجهل المتفشي بين افراد المجتمعات العربية والاسلامية والجمود على النصوص القديمة.
3- الشعور بالفشل والاحباط مما زاد من قوة رد الفعل السلبي لدى المسلمين والعرب بالذات.
4- التأخر التقني والبحثي وعدم الشعور بمسؤولية وخطر الزحف التقني الغربي بل والشرقي نحونا ونحن لا نهش ولا ننش بل نلبس ونأكل ونشرب هذه التقنيات دونما تفحص وتأني لاننا نذرنا انفسنا حقلا لتجاربهم فبئس القوم نحن .
5- عدم التواصل من قبل المثقفين العرب مع كل ماهو جديد وعصري بل شاهدت في الآونة الاخيرة تأثر المثقفين بهؤلاء العائدين بالركب العالمي الى عصور القرون الوسطى.
6- موافقة الكثير من الأطباء واقرارهم بما يقوم به الحجام بل وسمعت احد الاطباء ينصح أحد مرضاه بزيارة الحجام ،وهذا ما زاد الطين بلة .

الحجامة .... أول وآخر وصل

فوفقا لجمعية السرطان الأمريكية :"الدليل العلمي الموجود لايدعم الحجامة كعلاج للسرطان أو أي مرض آخر".
وفي الختام :
زارني احد المرضى فقال : لقد حجمت لأني اعاني من زيادة في نسبة الهيموغلوبين.
قلت له: اذا لماذا جئت تزورني الآن؟
قال :كي تتأكد من نزول نسبة دمي الى الطبيعي.
أرسلته الى المختبر وجاءت النتائج تؤكد زيادة نسبة الهيموغلوبين .
كانت هذه الزيادة بسبب التدخين.هذا شيء حسن لكن من غير المستحسن أن تحجم وتخرج قليلا من الدم(الفاسد) وتشعر بأنك شفيت تماما .
شعر مريضنا بالحزن لكنه مازال يدافع عن نعمة الحجامة التي منحته شعورا وقتيا بالراحة.
هذا الشعور هو وهم نفسي وتعلق بسبب غيبي مقدس وهو ارتباط الحجامة بحديث لرسول الله ،مع العلم ان صاحبنا لا يصلي ولا يصوم!!!!

الدكتور علي الطائي
يرجى ذكر المصدر في حال نقله الى منتديات اخرى
تحياتي لكم جميعا
no image

شاهد ايضا

  • Blogger تعليقات
  • Facebook تعليقات

3 التعليقات:

  1. الاخ الدكتور المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ارجو من حضرتك ان تكتب نفس هذا المقال عن الابر الصينية التي هي اقدم من الحجامة والذين يسخدموها الان هم اكثر الناس تطورا في الطب منا نحن المسلمين

    ردحذف
  2. وعليكم السلام عزيزي الكريم
    الابر الصينية هي الاخرى تعتمد على الفلسفة الصينية القديمة والتي تفترض وجود قنوات الطاقة في الجسد وحينما نغرس هذه الابر في مسار هذه الطاقة يخف الالم ونتخلص من الامراض.
    وهناك اتفاق علمي على ان الابر الصينية حينما تغرز في مناطق الجسم المختلفة تحفز افراز مادة الاندورفين أو المورفين والكورتيزونات المختلفة والتي وظيفتها تخفيف الالم ومعالجة الالتهابات التي تصيب الجسم .ولم يكن التفسير هذا من قبل انما التفسير الميتافيزيقي والفلسفي البعيد عن العلم المحسوس.كما يقال عن الحجامة انها تشفي من جميع الامراض وهذه مبالغة لاقيمة علمية لها.اذ لايوجد دم فاسد في الجلد .هذا الامر لاينطبق على الابر الصينية لان الاخيرة لها تفسير علمي كما اسلفنا والحجامة ليس لها نصيب كبير مع الاسف .انا لا انفي وجود التأثير النفسي بجدية الحجامة في علاج المرض وهو ما يتخيله الشخص المريض وليس الحقيقة.
    تحياتي لك

    ردحذف
  3. السلام عليكم
    انا اعاني من انسداد الشهيه
    وعملت مساج او تمريخ في بطني وظهري
    ثلاث جلسات ماسفدت هل لي اعيد الجلسات

    ردحذف

Top